تزامناً مع الذكرى المئوية لتأسيسه.. المعهد الديني بالزقازيق: صرح علمي رائد في تاريخ مصر الحديث
الشرقية – السيد الساعاتي
شهدت مدينة الزقازيق احتفالاً رسمياً بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المعهد الثانوي الديني، الذي يُعد واحداً من أبرز الصروح التعليمية الدينية في مصر. افتتح الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، فعاليات الاحتفال، بمرافقة الدكتور السيد الجنيدي، رئيس منطقة الشرقية الأزهرية، والدكتور إسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر الشريف. حضر الاحتفال أيضاً عدد من رؤساء الإدارات المركزية من مختلف المحافظات، بما في ذلك المنصورة، ودمياط، وسوهاج، حيث تم افتتاح متحف ومعمل المعهد الثانوي في إطار هذه المناسبة التاريخية.
المعهد الديني بالزقازيق.. إرث تاريخي في التعليم الديني بمصر
يعود تأسيس المعهد الديني بالزقازيق إلى عام 1925، في عهد الملك فؤاد الأول، حينما كانت مصر تسعى لتعزيز البنية التعليمية الدينية، وتأسيس مؤسسات تعليمية توفر تعليماً دينياً متكاملاً في مختلف أنحاء البلاد. ويعتبر المعهد مثالاً جلياً على اهتمام الدولة المصرية بتدريس العلوم الشرعية والدينية، بهدف نشر الفكر الإسلامي الوسطي في المجتمع. وقد ساهم هذا المعهد عبر عقود طويلة في تخرج العديد من الشخصيات البارزة في مجالي الدعوة والفكر الإسلامي، الذين كان لهم دور بارز في تشكيل الوعي الديني والثقافي، ليس في مصر وحدها، بل في العديد من البلدان الإسلامية.
معلم تعليمي أثّر في مسيرة كبار العلماء والدعاة
منذ تأسيسه، أسهم المعهد الديني بالزقازيق في تخريج نخبة من العلماء والدعاة الذين كان لهم دور حيوي في إثراء الفكر الإسلامي، ومن أبرز هؤلاء الخريجين الشيخ عبد الحليم محمود، الذي تولى مشيخة الأزهر الشريف وكان له إسهام كبير في تطوير المؤسسة الأزهرية، بالإضافة إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي عُرف بقدرته على تفسير القرآن بأسلوب مؤثر وواضح، مما أكسبه شعبية واسعة ودوراً فاعلاً في الدعوة الإسلامية.
تصميم معماري فريد يجمع بين الأصالة والحداثة
يتميز المعهد الديني بالزقازيق بتصميمه المعماري الفريد، الذي يجمع بين الأصالة والطراز المعماري الحديث. يتكون المبنى من طابق رئيسي وبدروم، وتحيط به أسوار حديدية متينة، فيما يتوسطه فناء واسع وحديقة جميلة تحتوي على مجموعة من النباتات النادرة، مما يضفي عليه أجواء ملهمة تجمع بين العلم والطبيعة. ويضم المعهد عدداً من الفصول الدراسية والمرافق الإدارية المجهزة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة.
رسالة تعليمية مستمرة.. ونشر للفكر الوسطي المعتدل
استمر المعهد الديني بالزقازيق طوال تاريخه في أداء رسالته التعليمية والتربوية، حيث يستقبل الطلاب من مختلف المحافظات المصرية، ويقدم برامج تعليمية متكاملة تشمل الدراسات الشرعية، واللغة العربية، والعلوم الإنسانية. ويعتمد المعهد مناهج تعليمية تعزز من قيم التسامح والاعتدال، وترسخ مبادئ الفكر الإسلامي الوسطي. هذا التوجه يسهم في تشكيل شخصيات متوازنة من الطلاب، تجعلهم قادرين على التأثير الإيجابي في مجتمعهم.
رمز للنهضة الفكرية والدينية في مصر
يعد المعهد الديني بالزقازيق شاهداً حياً على تاريخ التعليم الديني في مصر، وركيزة أساسية للنهضة الفكرية والدينية التي شهدتها البلاد عبر العقود. ويظل المعهد رمزاً لتأصيل القيم الإسلامية المعتدلة، من خلال إسهاماته في إعداد جيل من العلماء والدعاة الذين يعكسون جوهر رسالة الأزهر الشريف. كما يعزز المعهد مكانته كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي المصري، ويواصل تأثيره الإيجابي في المجتمع، مما يجعله صرحاً تعليمياً وثقافياً مميزاً على مستوى البلاد.
تعليقات
إرسال تعليق