الذكرى الثانية لرحيل والدي: دعاء وتضرع
في مثل هذا اليوم منذ سنتين، غادر والدي الحبيب هذه الدنيا الفانية إلى رحمة الله، تاركًا خلفه أثرًا لا يُنسى من الطيبة وحسن الخلق. فقد كان – رحمة الله عليه – رمزًا للطيبة والأمانة، لم يعرف قلبه سوى الرحمة، ولم تعرف حياته إلا المحبة والكرم.
اليوم، ونحن نستعيد ذكراه، نستشعر فراغه الذي تركه في حياتنا، لكننا نستشعر أيضًا حب الله ورحمته، فنسأله أن يجمعنا به في دار الخلود. رحل عن دنيانا، لكن سيرته العطرة لا تزال حاضرة بيننا، تبث في نفوسنا الأمل بأن يكون مكانه بإذن الله في الفردوس الأعلى، جزاءً لكل خير زرعه في قلوب من عرفوه.
دعاء للميت في هذه الذكرى
وفي هذه الذكرى، لا يسعنا سوى أن نتوجه إلى الله بالدعاء، فهو سبحانه من يملك الرحمة والمغفرة. ومن الأدعية المباركة للميت التي وردت في السنة النبوية، والتي أدعو بها لوالدي العزيز:
> "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار."
كما أسأل الله عز وجل أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن ينير له فيه، وأن يريه مقعده في الجنة، وأن يوسع مدخله، ويجعله في عليين مع الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
الصبر والاحتساب
نحن نعلم أن الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها، وأن الدنيا فانية مهما طالت، لكننا نحاول جاهدين بالصبر والاحتساب، مصداقًا لقوله تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ". فقد وعد الله تعالى الصابرين بأجر عظيم، ولا شك أن الصبر على فقد الأحبة من أعظم الابتلاءات التي يختبر الله بها عباده.
في مثل هذه اللحظات، نستحضر أعماله الطيبة وسيرته الحسنة، ونحاول أن نخلد ذكراه بالمحبة والتراحم، ونسعى أن نكون امتدادًا لطيبته وصدقه، لعل الله يتقبل منا ويجعل هذه الذكرى سببًا لمغفرته ورحمته.
ختامًا، أسأل الله أن يغفر لوالدي ولكل من فقدنا من أحبتنا، وأن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى. اللهم آمين.
تعليقات
إرسال تعليق