رحلوا عن عالمنا، ولكن لن يرحلوا أبدًا عن قلوبنا

رحلوا عن عالمنا، ولكن لن يرحلوا أبدًا عن قلوبنا
رحلوا عن عالمنا، ولكن لن يرحلوا أبدًا عن قلوبنا

 "رحلوا عن عالمنا، ولكن لن يرحلوا أبدًا عن قلوبنا"



كانت صباحًا ككل صباح، مليئًا بالتخطيط والآمال الصغيرة. اتصلت آلاء شعبان بصديقتها قائلة:

"ألو... أيوة يا لاء، إنتي لسه مخرجتيش من البيت؟ يابنتي، كده هنتأخر عن المحاضرة الأولى والله، انجزي بقى."

فردت عليها بصوتها المألوف: "حاضر والله، أنا طلعت من البيت ودخلة على محطة القطر."


لكن، ما لم نكن نعلمه أن هذه الكلمات ستكون الأخيرة التي تخرج من شفتيها قبل أن تُفجع قلوبنا بخبر وفاتها. آلاء، ذات الـ18 عامًا، الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، لم تصل إلى محاضرتها الأولى ذلك اليوم. فقدت حياتها في حادث قطار مأساوي، تاركة وراءها غصة في قلوب زميلاتها وعائلتها وكل من عرفها.


من هي آلاء شعبان؟


آلاء، ابنة مدينة بلبيس بالشرقية، لم تكن مجرد طالبة عادية. كانت نموذجًا للطالبة المجتهدة والمتفوقة، الخاتمة للقرآن الكريم بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع. كانت محبوبة بين زميلاتها، بروحها الخفيفة وابتسامتها التي تبهج من حولها. لم تبخل يومًا بمساعدة أحد؛ كانت تُعد الملخصات وتشاركها مع زميلاتها دون انتظار مقابل، بل كانت تفعل ذلك عن حب وطيب نفس.


ألم الفقد المفاجئ


تخيل أن تُغلق الهاتف مع صديقك لتجد بعد دقائق خبر وفاته. صديقتها، التي كانت تنتظرها لتناول الإفطار وحضور المحاضرة، تلقت خبرًا كان كالصاعقة: آلاء لم تعد بيننا. كيف يحتمل القلب أن يفقد حبيبًا في لحظة؟


دعاء الرحمة


اللهم إنّا نسألك بحق اسمك الأعظم أن ترحمها برحمتك الواسعة، وأن تجعل قبرها روضة من رياض الجنة. اغفر لها، وارزق أهلها وأحباءها الصبر والسلوان. اجعل القرآن الكريم شفيعًا لها يوم القيامة، وتقبلها من الشهداء يا رب العالمين.


رحلت آلاء بجسدها، لكن ذكراها ستبقى حيّة في قلوبنا إلى الأبد.


تعليقات